د. منصر..تاريخ تونس الحديث طبع بالصراع بين حزب الدستور و |
السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو قدّم الدكتور عدنان منصر كتابه الجديد"الدر ومعدنه"،الذي يتناول تاريخ الحركة النقابية التونسية وعلاقة الصراع بين حزب الدستور والنقابة والتى طبعت تاريخ تونس الحديث، خلال مرحلتي الإستعمار الفرنسي والعهد البورقيبي، وذلك يوم الجمعة 10 ديسمبر 2010.وفي إفتتاح الندوة... قدم كتابه "الدر ومعدنه" حول التاريخ النقابي بتونس فيديو:الدكتور عدنان منصر..تاريخ تونس الحديث طبع بالصراع بين حزب الدستور والنقابة السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو قدّم الدكتور عدنان منصر كتابه الجديد "الدر ومعدنه"،الذي يتناول تاريخ الحركة النقابية التونسية وعلاقة الصراع بين حزب الدستور والنقابة والتى طبعت تاريخ تونس الحديث، خلال مرحلتي الإستعمار الفرنسي والعهد البورقيبي ، وذلك يوم الجمعة 10 ديسمبر 2010 . وفي إفتتاح الندوة التي انعقدت بـ"منتدى الجاحظ" بالعاصمة ، قدم الأستاذ عبد العزيز التميمي الدكتور والمؤرخ عدنان منصر والمواقع الأكاديمية المتقدمة التي شغلها . وإستعرض الدكتور منصر في بداية تقديمه لكتابه الجديد "الدر ومعدنه" ، صورة الغلاف التي تُظهر "الحبيب عاشور في وضعية هجوم والحبيب بورقيبة في وضعية دفاع وهي صورة مأخوذة أثناء مؤتمر الإتحاد التونسي للشغل في سبتمبر سنة 1956" ، وأشار إلى علاقة التجانس التي ربطت الرجلين ، مؤكدا أن الحبيب بورقيبة في تلك الفترة كان أقوى من الحبيب عاشور ولكنه كان في حاجة له ، للإنقلاب على أحمد بن صالح ، وأن الصراع بين الحزب والحكومة من جهة والإتحاد من جهة أخرى ، احتدم في تلك الفترة أي سنة 1978 . أما مضمون الكتاب ، فقال الدكتور منصر أنه "يثير بعض الإشكاليات التي تهمنا جميعا " بالنظر إلى أن العنصرين المركزيين في التاريخ المعاصر لتونس ، هما الحزب الدستوري والحركة النقابية . وأضاف المؤرخ أن الكتاب ينقسم إلى محاور غير تقليدية ، وأنه لم ينطلق من تاريخ الأحداث بل من خلال محاور، فـ"مخطط الكتاب ينقسم إلى ثلاثة محاور رئيسة" ، وهي علاقة الحركة النقابية بالحركة السياسية في البلاد التونسية في الفترة المعاصرة من خلال أربعة تجارب ، ثلاثة تجارب تأسيسية وأربعة في الخلاف ، ففي مرحلة التأسيس النقابي الأولى سنة 1924 ، شارك شباب الحزب مثل الطاهر الحداد وأحمد الدرة ، والتجربة الثانية والتي بدأت في 1937 عايشت فترة محمد علي الحامي وجل المؤسسين جاؤوا من الحزب الدستوري . وأما التجربة الثالثة وهي تأسيس الإتحاد العام التونسي للشغل في جانفي 1946 ، فهي تجربة تأسيسية توازت مع تجارب تأسيس في ميادين أخرى ، كما تزامنت مع وجود الزعيم صالح بن يوسف في الأمانة العامة للحزب الدسترري ، فكان الدستوريون في كل مراحل التأسيس ، ولم تطرح مسألة الإستقلالية النقابية إلا في فنرات لاحقة ، وخاصة حين تندلع الصراعات ، والتي خصص لها المؤرخ فصلا ثانيا في الكتاب ، وهو "مفهوم الإستقلالية النقابية من خلال الخطاب" . وقسّم منصر هذا الفصل إلى الفترتين الرئيسيتن ، مرحلة النضال من أجل التحرر ، ومرحلة الإستقلال ، وتعرض في الفترة الأولى لتجربة محمد علي الحامي مع اللجنة التنفيذية للحزب القديم ، والتجربة الثانية لبلقاسم القناوي وجامعة عموم العملة مع الحزب الدستوري الجديد ، وانتهت كلا التجربتين إلى تحطيم تجربة جامعة عموم العملة التونسيين الأولى والثانية . وأكد المؤرخ والأستاذ الجامعي ، أن فشل التجربة الأولى وتحطيمها كان سببه اللجنة التنفيذية للحزب ، التى فاوضت الإشتراكيين الذين كانوا في الحكم في فرنسا آن ذاك ، وقد إبتعد الدستوريون عن شبهة التحالف بينهم وبين الشيوعيين ، وكان الطرف الوحيد الذي ساند هذه التجربة إلى النهاية هو الحزب الشيوعي التونسي . وفي التجربة الثانية إندلع صراع بين الديوان السياسي وجامعة القناوي على خلفية إستقلالية الجامعة العمالية ، وقال الدكتور منصر "أرى أن البعض من المؤرخين حملوا هاته المسألة أكثر مما تحتمل" . وبعد الإستقلال تغيرت العلاقة بين الطرفين ، حيث أصبح الإتحاد العام التونسي للشغل شريكا للحزب في مراحل النضال من أجل الإستقلال ، وهو الذي أعطى "مضمون إجتماعي تقدمي" للدولة الحديثة المستقلة منذ 1956 ، فقد وافق الدستوريون على التقرير الإجتماعي للإتحاد الذي قدم في مؤتمر 1956 ، و أيضا قبل ذلك في مؤتمر الحزب في صفاقس سنة 1955 ، إذ أنهم كانوا يريدون إفتكاك الحزب من الشق اليوسفي وطردهم منه ، لذلك سيستفيد الدستوريون فيما بعد من ذلك ويتهمون أحمد بن صالح بالشيوعية ، ويسيحصل ذلك الإنقلاب الشهير ضده على يد تحالف بين أحمد التليلي والحبيب عاشور إذ قاموا بإيقالته عندما كان في المغرب . وقال منصر أن الإتحاد أظهر إصرارا في سنة 1956 ، على أن يدخل المرحلة المستقلة من تاريخ البلاد بمنطلق الشريك الأساسي في صنع المستقبل ، عن طريق برنامج إجتماعي واقتصادي جرئ لسد فراغ الحزب الدستوري الذي لم يكن يملك أي برنامج للحكم ، ورغم جدية البرنامج المقدم من الإتحاد فإن الإنقلاب على القيادة النقابية تم بيسر كبير إذ أن ولاء العمال و النقابيين كان سياسيا أكثر منه نقابيا . يأخذنا ذلك مباشرة إلى أزمة جانفي 1978 ، والذي كانت بوادرها قبل ذلك بعام من خلال اتجاه الإتحاد والحزب نحو الصدام ، وبدأ تصفية تدريجية عبر مصادمات قصر هلال ، ثم تطور إلى أحداث جانفي الأليمة ، وحسب منصر فهي مصادمات تعكس نوعا من الإنسداد السياسي أكثر منه إصرارا من جانب الإتحاد على تقديم بدائل . وأضاف الدكتور عدنان منصر أن "القضية الأساسية التي يجب أن نتوقف عندها هي أن الإتحاد قد أصبح الفضاء الوحيد للعمل الديمقراطي باعتبار الإنسداد السياسي ونظام الحزب الواحد ، ولم تكن أي أحزاب تنشط إلا بطريقة سرية ، وإن أرادت الخروج للعلن فإنها تنشط ضمن الإتحاد العام التونسي للشغل ، فوجدت القيادة النقابية الممثلة من طرف الحبيب عاشور في الأمانة العامة والذي كان أيضا عضوا في اللجنة المركزية للحزب الدستوري ، وجدت القيادة النقابية نفسها مدفوعة إلى تبني أفكار تتعارض مع توجهات الحكومة ، بالإضافة إلى أن بعض الإلتزامات الخاصة التي نسجتها القيادة النقابية متمثلة في الحبيب عاشورمع بعض رموز السلطة في إطار الصراع على الحكم ، وأذكر على سبيل المثال التحالف بينه وبين وسيلة بورقيبة زوجة الرئيس السابق والطاهر بلخوجة ، وهذا التحالف قرر الصدام مع حكومة الهادي نويرة". وأكد منصر أن هناك وباستمرار مسعى للإستحواذ على المنظمة النقابية ، لا بهدف صهرها في هياكل السلطة أو الحزب ولكن بالتصرف من داخلها ، واعتبارها مجرد منظمة وطنية كبقية المنظمات الأخرى كاتحاد المرأة أو إتحاد الفلاحة أو غير ذلك ، وقال المؤرخ أنه حاول العودة إلى التراث الدستوري للبحث في مسألة الإستقلالية النقابية ، وأنه توقف عند الأزمة التي أدت إلى نهاية التحالف المرحلي والمحدود بين الحزب الدستوري القديم وجامعة محمد على الحامي ، حيث أنه في البيان الذي أعلن فيه الدستوريون التخلي عن جامعة محمد علي الحامي ، نقرأ أن اللجنة التنفيذية للحزب وحدها هي التي تقدّرالمصلحة ، وهي المخولة بمفردها للسهر أو لتطبيق السياسة التي تريد والتي تراها تراعي المصلحة العامة للأمة التونسية ، وهو بداية إحتكار لتمثيل التونسيين والشعب التونسي ، وأكد عدنان منصر أن بداية تركيز الإحتكار هو الذي سيؤدي إلى إعتبار الدستوريون الجدد أنفسهم مخولين للحديث بإسم الشعب التونسي ، وهو ما لمسناه في الخطاب السياسي التونسي طيلة الفترة البورقيبية . من تونس - عبد السلام التوكابري |